الوعي دروس الفلسفة للسنة الاولي باكالوريا المحور الاول الوعي مسلك الاداب والعلوم الانسانية

 الادراك الحسي والشعور

الوعي واللاوعي

مجزوءة ما الانسان

يقول سقراط في قول شهير أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك ويعتبر اشكال ما الانسان احد ابرز الأسئلة التي طرحها التفكير الفلسفي منذ قدم الزمان ومنذ ان بدأت الفلسفة بداياتها مع سقراط وقوله السابق الذكر هو دعوة للتأمل والبحث في الإنسان وذاته وقد ظهرت مجموعة من المحاولات الكثيرة بهدف الإجابة على سؤال ما هو الإنسان وقدمت اجابات كثيره ومتعدده كل حسب نظرته للأمور باعتبار الإنسان حيوان ناطق إلا أنه يختلف عن باقي الكائنات حيث انه يمتلك وعيا بذاته وبالعالم الخارجي على عكس باقي الكائنات التي تعتمد في أغلب الأحيان على الغريزة وهي عبده لها.

مفهوم الوعي واللاوعي

  يمكن ان يعرف الوعي

على الشكل التالي فالوعي لغة هو الحفظ او الفهم عند العرب يقال فلان احفظ من فلان
 اما فلسفيا فهو قدرة الإنسان على فهم وإدراك العالم الخارجي والداخلي ويبقى مفهوم الوعي غامض وهناك من ينكره بالأساس.

موقف بيرتراند راسل

يبرز لنا معنيين للوعي المعنى الأول هو إصدار الإنسان لردود أفعال للوسط الذي يعيش به أي استجابة الإنسان لمثيرات العالم الخارجي وهو ثانوي مثلا ان كنت في الشارع وسمعت صوت امك تناديك فانت سوف تستدير وهذه الاستداره تسمى ردة الفعل اما النداء يسمى المثير الخارجي وهذا المعنى نتشاركه مع باقي الأشياء المادية مثل الحجارة وجهاز الهاتف مثلا عندما تضغط  زر تشغيل الهاتف فهو يشتغل  وهذا الضغط هو المثير الخارجي أما الاشتغال فهو ردة الفعل التي أصدرها الهاتف. ويعتبر أننا نختلف مع باقي الاشياء فقط في الدرجة لكن ليس في النوع مثل السيارة التي تسير بسرعة ونظيرتها التي تسير ببطء شديد فهذا اختلاف  في الدرجة وليس في النوع. أي أننا فقط نحن باعتبارنا انسانا اكثر استجابه من الاشياء الاخرى وهي اقل استجابة منا.
 أما بالنسبة للمعنى الثاني عند برتراند راسل فهو الاستنباط مثلا الانسان الذي ناديته واستجاب لك فردة فعله هذه يجب عليه إدراكها فإن إدراك هذا الفعل الذي قام به فهذا هو المعنى الثاني وهو الاستنباط اي انك تقوم بفعل وهذا الفعل انت تدركه مثلا عندما تأكل فأنت تدرك أنك تأكل وعندما تلبس لباسا معينا فأنت  تدرك أنك تلبس على عكس الحيوانات فمثلا الحيوان عندما يمارس الجنس فهو لا يدرك ذلك على عكس الانسان ان اراد ممارسة الجنس مع شريكه فهو يكون في إدراك تام لما يحدث معه في تلك اللحظة وبالنسبة للحيوان فانه يتبع فقط الغريزة وما تمليه عليه. وعند برتراند فليس من المستحيل في المستقبل ان يصبح الهاتف عندما تشغله يعرف ذلك ويعيي به ويدركه وذلك بسبب أننا نختلف معه فقط في الدرجة. والوعي ليس حكرا على الانسان فقط لأنه ليس الوحيد الذي يملك الوعي بل ان الاشياء الاخرى  ايضا تملك وعي إلا أنه يختلف في الدرجة.

موقف هنري برغسون

وهو فيلسوف فرنسي يتحدث في اطروحته عن سماتي الوعي ولا يريد ان يحدد دلاله هذا الوعي لانه صعب ومن سمات الوعي عنده

الاولى هي الذاكره مثلا عندما اكون قد فقدت الذاكره فاول سؤال سوف اطرحه على نفسي ماذا افعل هنا؟ ومن أنا؟ بمعنى انني سوف اكون قد فقدت الوعي.
 اما بالنسبه السمة الثانية وهي استباق المستقبل اي تخيله واستحضاره والتفكير به مثلا عندما تكون تتمنى ان تصبح طبيبا او تفكر في ماذا سوف تفعل في صباح الغد.
 والوعي عنده إن أردنا تعريفه فهو وصل بين الماضي والمستقبل بينما كان وبين ما سوف يكون لأن الماضي مهم لك معرفة الأشياء وهو ما يشكل مستقبلك بالتالي.

وأخيرا يعتبر الوعي مفهوم صعب الفهم والإدراك حتى في وقتنا الحاضر ومع كل التطور والتقدم العلمي والتقني حيث لا يمكن تحديد مكان الوعي في الدماغ ولا أظن أن الوعي شيء مركزه هو الدماغ فهو شيء أكبر من ذالك بكثير يتجاوز العقل البشري حيث يعتبر شيء روحي سامي والعقل هو مجرد مستقبل له وينفد ما يمليه عليه الوعي.